الشوفان من الحبوب ذات القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية العظيمة، وهذا مقال مفصل عن أهم فوائد الشوفان.
لكن بإيجاز، فإن الشوفان غذاء مثالي لمن يحاولون خسارة الوزن لغناه بالألياف القابلة للذوبان والتي تساعد في الشعور بالامتلاء والشبع لفترة أطول.
كما أنه يتمتع بفوائد مهمة لصحة القلب والجهاز الهضمي وغير ذلك كما سنبين في هذا الموضوع.
ويمكنك بعد قراءة هذا الموضوع الاطلاع على مقالات أخرى عن فوائد الطعام مثل اليانسون النجمي والليمون والبيض والزعتر.
فوائد الشوفان لصحة الجهاز الهضمي
يحتوي الشوفان على ألياف مميزة ومفيدة جداً معروفة باسم “بيتا جلوكان”، وهي ألياف قابلة للذوبان في الماء. و البيتا جلوكان تدعم عملية الهضم بطريقتين أساسيتين:
أولاً، تزيد ألياف البيتا جلوكان من لزوجة (سماكة) الطعام عند مروره في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي (الفم والمريء والمعدة)، مما يُبطئ حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي ويزيد من وقت هضم العناصر الغذائية وامتصاصها داخل الجسم. وزيادة اللزوجة تساعد أيضاً في الشعور بالامتلاء والشبع لمدة أطول، بالإضافة إلى كبح الشهية.
ثانياً، يدعم الشوفان أيضاً الجزء السفلي من الجهاز الهضمي حيث تتخمر ألياف البيتا جلوكان بواسطة بكتيريا الأمعاء في القولون (الأمعاء الغليظة). ويعزز ذلك البكتيريا الحميدة في الأمعاء الغليظة، بالإضافة إلى أن تخمر هذه الألياف يُنتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تزود خلايا الأمعاء بالطاقة.
ووجد باحثون أن تخمر ألياف البيتا جلوكان يخفف من مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والإمساك ومتلازمة القولون العصبي. ذلك لأن تلك الألياف تساهم في تنظيم حركة الأمعاء بسبب قدرتها على زيادة محتوى الماء في البراز، مما يسهل من مروره.
وتعتبر الألياف المتوفرة في نخالة الشوفان أكثر فعالية من الألياف الموجودة في الفاكهة والخضروات.
الشوفان يحافظ على الوزن
كون ألياف البيتا جلوكان تمتص الماء وتزيد من لزوجة الطعام المهضوم كما ذكرنا سابقاً، فإن ذلك يزيد من حجم الطعام في الأمعاء ويؤدي إلى إبطاء عملية الهضم. ويؤدي ذلك بدوره إلى زيادة الشعور بالشبع والامتلاء.
وكذلك الأمر مع الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تنتجها البكتيريا التي تُخمر ألياف بيتا جلوكان التي قد تزيد أيضًا من الشعور بالشبع عن طريق تنظيم هرمونات الشهية.
فوائد الشوفان لمرضى السكري
تساعد ألياف بيتا جلوكان في منع الارتفاع الحاد في مستويات السكر والأنسولين في الدم بعد تناول أي وجبة. وعلى الرغم من كونها غنية بالكربوهيدرات، إلا أن حبوب الشوفان الكاملة (المعالجة صناعياً بحد أدنى)، يمكن أن تضاف إلى النظام الغذائي لمرضى السكري. وفي الوقت ذاته، يجب تجنب الشوفان سريع التحضير (المعالج صناعاً بدرجة كبيرة) لأنه يزيد نسبة السكر في الدم.
وكشف تحليل لـ 14 دراسة أجراها باحثون على مرضى السكري-2 أن تناول الشوفان يخفض نسبة السكر في الدم بشكل ملحوظ.
الشوفان وصحة القلب
أشرنا سابقاً إلى أن الشوفان يحتوي على ألياف البيتا جلوكان التي تزيد لزوجة الطعام في الجهاز الهضمي. ويحسن ذلك من عملية الهضم، ويساعد على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية الداعمة للقلب والأوعية الدموية.
وتشمل هذه العناصر الغذائية فيتامين-ب بأنواعه، بالإضافة إلى معادن المغنيسيوم والزنك. ويساعد كون ألياف البيتا جلوكان قابلة للذوبان على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، وهو أمر أساسي لحماية القلب.
ووجدت دراسة واسعة النطاق في الدنمارك شملت أكثر من 50000 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 50 و 64 عاماً أن تناول الشوفان يُقلل من خطر الاصابة بالنوبات القلبية.
وفي عدة دراسات، ارتبط استهلاك حبوب الشوفان بانخفاض خطر الإصابة بمتلازمة الأيض و خطر الإصابة بالسمنة، وانخفاض محيط الخصر. وكذلك انخفاض مؤشر كتلة الجسم عموماً. وتشير جميع هذه النتائج إلى أهمية تناول الشوفان بشكل روتيني لصحة القلب والأوعية الدموية.
وخَلُصت دراسة حكومية أمريكية إلى أن الأطفال الذين يتناولون وجبات الشوفان بشكل روتيني منتظم يقل لديهم خطر السمنة المركزية، وهي تراكم الدهون الزائدة في الجسم في منطقة البطن.