إذا قلنا إن  للشاي الأخضر عالماً بأكمله فلا نبالغ في ذلك، فبالرغم من أن مصدر هذا الكنز الأخضر هو شجرة واحدة إلا أن أنواعه كثيرة جداً، نتناول في هذا الموضوع أهم أنواع الشاي الأخضر.

ويحدد نوعية الشاي وفقاً لموسم القطف ونوع التربة وارتفاع الأرض واختلاف المناخ العام للبلد أو الإقليم وحجم الورقة وعمرها.

كما يحدد نوع الشاي وفقاً لطريقة معالجة أوراق الشاي، سواء كان ذلك بالتحميص أو التبخير ودرجة أكسدته وغير ذلك من العوامل والطرق التي تستخدم في معالجة الشاي.

ومن هذه الطرق والعوامل يأتي إلينا الشاي بأنواعه من أخضر وأصفر وأبيض وأوولونج وأسود.

أهم أنواع الشاي الأخضر

1- شاي أوولونغ الصيني

شاي صيني شِبه مُخَمّر أي أنه يقع ما بين الشاي الأسود والأخضر، لكن طعمه أقرب إلى الشاي الأخضر.

وتقليدياً كان ينصح الصينيون بشرب هذا النوع من الشاي ذو المذاق الطيب للمساعدة في التخلص من الوزن الزائد. وتدعم ذلك بعض الدراسات الحديثة إذ تُشير إلى أنه يعمل على تثبيط عملية امتصاص الدهون، وهو ما يجعله مثالياً للتناول بعد الوجبات الدسمة.

لكن يجب الحذر من الإكثار من تناول الشاي بأنواعه بعد الطعام عموماً، إذ أنه يعمل على منع امتصاص الحديد.

ويأتي ورق شاي الأوولونج مطوياً لكن بمجرد نقعه بالماء تظهر أوراقه كاملة. وبعكس بعض أنوع الشاي الأخرى غالباً ما تُستخدم أوراق كبيرة الحجم نسبياً لعمل هذا الشاي.

ويختلف لون أوراق الأوولونج حسب نوعه، لكنها غالباً ما تكون خضراء غامقة.

المعيار والتحضير

– ملعقتا شاي صغيرتان لكل كوب ساخن (250 مم).

– ماء ساخن متروك لدقيقتين بعد غليه.

– يُنقع لمدة ثلاث دقائق على الأقل.

2- الشاي الأبيض الصيني

وهو أفضل أنواع الشاي الأخضر. ويطلق عليه هذا الاسم نظراً للونه الأخضر الزاهي. ويوجد عدة أنواع وأشكال منه متوفرة بأسعار مختلفة.

وميزة هذا الشاي هو أنه عبارة عن براعم أوراق نبتة الشاي الأخضر حيث يتم قطفها قبل أن يكتمل نموها، وهو سبب غلاء سعره النسبي.

المعيار والتحضير

– معلقتا شاي صغيرتان لكل كوب متوسط الحجم (180 مل)

– ماء مغلي مكسور بالقليل من الماء البارد (بحراة 80 درجة مئوية تقريباً).

– ينقع من دقيقة إلى خمس دقائق (حسب الرغبة وحسب قوة الشاي).

3- شاي سينشا الياباني

شاي اليابان الوطني بامتياز، يقدسه الشعب الياباني ويقدره بشكل قلّما يمنح لأي مطعوم أو مشروب.

ومنذ القرن السابع عشر، ابتدأ واحد من رهبان الـ”زِنْ” طقس تقديم شاي السينشا، ويعرف هذا الطقس بـ”سينشادو” أو طريقة السينشا.

ويمتاز هذا النوع من الشاي بمذاق عُشبي يُقدره الذواقة. وغالباً ما تُقطف صِغار أوراق شجرة الشاي (الاسم العلمي: الكاميليا الصينية) وقت الربيع في اليابان، وتكون هذه الأوراق مليئة بالمغذيات مثل التانين، والثيانين وفيتامين ج، فضلاً عن الكافيين.

أما عن شكل الأوراق فهي دقيقة طويلة تمثل كامل الورقة الصغيرة من غير طيِ أولَيّْ.

ومن نوع شاي قريب من السينشا يُصنع مسحوق شاي “ماتشا” ذي الشهرة الفائقة في طقوس تحضير الشاي التقليدية.

المعيار والتحضير

– ملعقة أو ملعقتا شاي صغيرتان لكل كوب ماء ساخن (250 مم).

– يجب أن تكون الحرارة حوالي 80 درجة مئوية لتجنب الحصول على مذاق مر.

– للحصول على الحرارة المناسبة يمكن ترك الماء لعادة دقائق قبل استخدامه أو صب القليل من الماء الفاتر عليه.

– وقت النقع دقيقة ونصف على الأقل.

– يمكن صب المزيد من الماء بعد الانتهاء من شرب الكمية الأولية، خاصة إذا استخدمتم كمية أكبر من الشاي.

4- شاي لونغ جينغ الصيني

لونغ جينغ أو شاي بئر التنين هو أحد أشهر أنوع الشاي الصيني، إن لم يكن أشهرها، وهو ذو مذاق عُشبي لكن أقل حدة من شاي السينشا الياباني، وهو ذو جودة عالية جداً.

وينتج هذا الشاي في منطقة “لونغ جينغ” الواقعة في ضواحي مدينة “هانغجو” الساحرة. ويَقطف المزارعون هناك من تلال الشاي الخضراء ألطف وأرق الأوراق ثم يقومون بتحميصها، في كثير من الأحيان يدوياً، لإيقاف عملية الأكسدة وإبقاء الخضرة الدائمة على ورقة هذا الشاي اللذيذ والمليئ بالفوائد الصحية الجمة التي يتمتع بها الشاي الأخضر عموماً.

وفي رأينا فإن شاي لونغ جينغ يحتل قمة الشاي الأخضر.

وفي قرية “لونغ جينغ” التي تَعمرها بيوت بيضاء ذات أسقف قرميدية سوداء يَشرب السكان والسياح الشاي الأخضر على الدوام.

ويقدم غالباً عبر وضع قدر ملعقة صغيرة أو أكثر في كوب شاي زجاجي صغير ويقوم الزبائن بصب الماء الساخن عليه عدة مرات.

تترسب الأوراق في قاع الكوب بعد نقعه لدقيقة أو أكثر. ويتميز هذا النوع من الشاي بأوراقه المتوسطة إلى الطويلة، وهي رقيقة خضراء فاتحة مائلة إلى الصفرة ومن السهل تهشمها.

المعيار والتحضير

– ملعقتا شاي صغيرتان لكل كوب ماء ساخن (250 مم).

– يجب أن تكون الحرارة حوالي 80 درجة مئوية للحصول على أفضل مذاق.

– للحصول على الحرارة المناسبة يمكن ترك الماء لعادة دقائق قبل استخدامه أو صب القليل من الماء الفاتر عليه.

– وقت النقع دقيقة ونصف على الأقل.

– يمكن صب المزيد من الماء بعد الانتهاء من شرب الكمية الأولية، خاصة إذا استخدمتم كمية أكبر من الشاي.

5- شاي هوجيشا الياباني

شاي ياباني مُحمص ذو مذاق دافئ ولون بني يشبه أوراق الخريف، ويحتوي على كمية قليلة من الكافيين مما يجعله مثالياً لكبار السن أو لمن لا يرغب في استهلاك الكثير من الكافيين.

والظاهر أن تحميص الشاي يؤدي إلى إنقص الكافيين بشكل كبير من أوراقه.

والهوجيشا هو نوعية حديثة نسبياً من الشاي، بدأ انتاجه بعد استخدام الآلات في حصاد الشاي.

وكان أن قام تجار الشاي في “كيوتو” في عشرينات القرن الماضي بتحميص درجة قليلة الجودة من شاي البنشا لتحسين طعمها، وحصلوا بذلك على نوعية جديدة كلية من الشاي.

وأصبحت بيوتات الشاي اليابانية تستخدم طريقة التحميص هذه لجذب الزبائن الذين تقودهم الرائحة الذكية إلى المقهى.

ويُعتبر الهوجينشا البديل المثالي لمن أراد التخلص من شرب القهوة أو التخفيف منها على الأقل إذ أن طعمه قريب إلى حد ما من طعمها، لكنه أخف بطبيعة الحال.

المعيار والتحضير

– استخدم ملعقة شاي صغيرة واحدة من شاي الهوجينشا لكل كوب ماء ساخن (250 مم).

– يمكن صب المزيد من الماء الساخن على الشاي بعد الانتهاء من شرب الوجبة الأولى.- يمكن زيادة كمية الشاي أو تقليلها حسب الرغبة.

– وقت النقع ما بين 30 ثانية إلى ثلاث دقائق.

المزيد من أنواع الشاي الأخضر

وهناك بالطبع أنواع كثيرة أخرى مثل شاي البارود الذي يُعمل منه الشاي المغربي، وشاي الياسمين، وهو شاي أخضر عادي مخلوط بورق الياسمين لإعطائه نكهة، وغير ذلك.