يميل الكثير من الناس في وقتنا هذا لاستخدام المُحَليات الصناعية كبديل للسكر التقليدي المستخلص من قصب السكر أو البنجر وذلك في سعيهم لتقليل عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها أجسامهم غير مدركين للمضار الخفية لتلك المحليات خلفها خاصة إذا تناولها الشخص باستمرار وبإسراف.
ويُستبدل السكر الطبيعي بالمحليات الصناعية لتحلية الكثير من المنتجات كالمشروبات الغازية والشوكلاتة والعلكة وغيرهما لتقليل عدد السعرات الحرارية التي يمدها السكر الطبيعي للجسم، والمحليات الصناعية عبارة عن مركبات تعطي نفس حلاوة السكر الطبيعي بسعرات حرارية أقل (وهي غالباً 30-800 مرة أكثر حلاوة من السكر الطبيعي) لذلك فهي تعطي الفرصة لتصنيع أطعمة بسعرات حرارية أقل من السكر التقليدي المعروف بسكر السكروز.
فكل غرام من السكر البديل يعطي 4 سعرات حرارية وبعض أنواعه يخلو تماما من السعرات. وبذلك فإن هذه المحليات تخدم الكثير من الناس الذين يسعون لإنقاص الوزن وكذلك مرضى السكر من النوع الأول والثاني حيث تتيح لهم تناول الكثير من أنواع الأطعمة المحلية دون الخوف من زيادة السكر في الدم أو زيادة الوزن.
ومع أن المحليات الصناعية لا تؤثر على نسبة السكر في الدم، إلا أن بعض المنتجات الغذائية التي تحتوي على تلك المحليات لا تزال تؤثر على نسبة السكر في الدم كونها تحتوي على نشويات مثل الطحين الأبيض الموجود في بعض المنتجات التي تقدم على أنها خالية من السكر كالبسكويت والكوكيز. وفي المقابل، وجدت عدة دراسات أن هناك مخاوف من زيادة الوزن من الاستخدام الغير معتدل لتك المحليات ويرجع ذلك إلى أن المحليات الصناعية كالسكارين والاسبارتام وغيرهما لها علاقة بزيادة شهية المستهلك فبالتالي تجعله يتناول كميات أكبر من الطعام وزيادة وزنه، ولكن لازالت هذه الدراسات غير كافية وفي حاجة للمزيد لتأكيد أو نفي ذلك. واكتشف باحثون أيضاً أن هناك علاقة ما بين تناول المحليات الصناعيه وحدوث سرطانات في حيوانات المختبر ولكن لم يتم اثبات حدوث ذلك عند الإنسان، حسب ادارة الغذاء والدواء(FDA)، مع الاستخدام المعتدل لها.
ومن هنا فإن الخيار الأفضل لمن يجدون أن استخدامهم للمحليات الصناعية خيار أسهل للوصول لأهدافهم من إنقاص الوزن أو الحفاظ على نسبه السكر في الدم، هو الاستهلاك المعتدل لها لضمان حياة صحية وتفادي الكثير من المشاكل التي قد تنشا عن الإفراط في استخدامها. ولكن يبقى الخيار الأمثل لحياة أكثر صحة هو استخدام السكر الطبيعي مع التقليل منه قدر المستطاع وتقليل استهلاك كمية الحلويات.