هناك نوعان من القرفة، الأول هو القرفة الصينية “كاسيا” والآخر هو القرفة السيلانية وهي القرفة الحقيقية، وتعرف أيضاً باسم قرفة السيجار لأنها مكونة من طبقات رقيقة من اللحاء.
ومن المهم التمييز بين النوعين، تابع القراءة لمعرفة ذلك.
والقرفة السيلانية تعرف باسم القرفة الحقيقية لأنها ذات فوائد صحية كبيرة. كما أن استهلاكها بكميات أكبر لا يؤدي إلى حدوث أعراض جانبية كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من القرفة مثل تلك المعروفة بالدارسين.
والدارسين هي القرفة الأكثر شهرة في البيوت ومحال العطارة، وغالبا ما تكون صينية، وتعرف عموما باسم كاسيا.
وينضوي تحت قرفة الدارصيني (الدارسين أو الكاسيا) عدة فصائل فرعية كالصينية والأندونيسية. أما القرفة الحقيقية أو السيلانية فهي نوع واحد فقط وتزرع في سيريلانكا والهند ومدغشقر والبرازيل وجزر الكاريبي.
والحاجة للتفريق بين أنواع قرفة الدارصيني من جهة، والقرفة السيلانية من جهة أخرى ليس لمجرد الاختلاف في الطعم والاستخدام. بل للاختلاف أيضاً في الفوائد الصحية والأعراض الجانبية الناجمة عن فرط الاستخدام.
البحث عن القرفة السيلانية
وبدأ بحثي عن القرفة الحقيقية عندما قرأت دراسة تفيد أن الإفرط في استخدام القرفة الصينية غير محمود. فهو قد يؤدي على سبيل المثال إلى إحداث سيولة في الدم. (ومع أن السيولة أثر محمود لدى البعض. لكن يجب استشارة الطبيب حول الجرعة المناسبة من القرفة خاصة إذا كان الشخص يتناول أدوية مسيلة للدم).
كما أن هناك دراسات تشير إلى أن الإكثار من تناول القرفة غير الحقيقية قد يسبب تلفا في الكبد. لذا يجب على على من يعانون من مشاكل في الكبد استشارة الطبيب حول الجرعة المناسبة أو ربما التوقف عن تناول القرفة، خاصة الصينية.
والمسبب لسيولة الدم والأعراض الأخرى في الدارصيني هو مادة “الكومارين” المتواجدة طبيعياً في عدد من النباتات. وهي تستخدم في صناعة الأدوية المضادة للتخثر.
لكن المشكلة تكمن في الاستخدام المفرط والمستمر للدارصيني بشكل قد يؤدي إلى إحداث سيولة في الدم لا يحمد عقباها خاصة في حال تعرض الجسم لجرح إذ قد تؤدي هذه المادة إلى فقدان الدم قدرته على التخثر.
والحديث هنا عن تناول كميات كبيرة وباستمرار وليس عن استخدم الدارصين لتتبيل المأكولات دون إفراط.
لذا، يحبذ أن يستخدم عشاق القرفة النوع السيلاني والذي يحتوي على كميات “كومارين” اقل بكثير من تلك التي تحتويها أنواع القرفة الغير حقيقية.
لكن كيف نميز بين القرفة السيلانية وباقي أنوع القرفة؟
بعدما اكتشفت أن هناك فرقاً صحياً بين أنواع القرفة، أخذت أبحث في عدد من محال العطارين أملاً أن أجد القرفة السيلانية.
لكن لم يعرفها أي منهم، فالجميع تحدث عن نوعين أحدهما يجلب من الهند (اكتشفت بعد ذلك أنه نوع من القرفة ذو أصل أندونيسي)، ونوع آخر يجلب من الصين.
فأما الأندونيسي فجاء على شكل عصي قصيرة بنية اللون. لكنها قاسية وطعمها أكثر حلاوة من النوع الصيني الذي جاء على شكل عصي أكثر طولاً وأقل اتساقاً. وكان لون النوع الصيني مائلاً إلى السواد ويبدو جلياً أنه لحاء شجرة.
مبدأياً ظننت أن النوع الأندونيسي هو ضالتي، لا سيما أن مذاقه كان مختلفاً عن الصيني. لكن هذا الظن تبدد عندما وجدت بالصدفة في أحد المحال عبوة أعواد قرفة مكتوب عليها أنها من سريلانكا.
عندئذ نظرت عن قرب إلى العيدان وعرفت في الحال أنها ما كنت أبحث عنه: القرفة السيلانية الحقيقية.
وصف القرفة السيلانية (القرفة الحقيقية)
المريح في الأمر هو أن هناك نوعاً واحداً فقط من القرفة السيلانية أو القرفة الحقيقية وهو سهل التمييز عن بقية الأنواع لاسيما قبل أن يطحن.
وأفضل طريقة لتمييز القرفة السيلانية عن غيرها هو بالنظر إلى قاع العصاة. سنجد عدة طبقات رقيقة من اللحاء على عكس القرفة الدارصيني أو الأندونيسية والتي غالباً ما تتكون من طبقة واحدة سميكة قاسية.
والفرق الآخر بينهم هو أن القرفة السيلانية هشة ومن السهل جداً كسر عودها نظراً لاحتوائه على طبقات رقيقة من اللحاء.
ويمكن كسر عصي القرفة السيلانية إلى قطع صغيرة وطحنها بمطحنة التوابل المتوفرة في البيت.
لكن لسوء الحظ، فإن هذا النوع الممتاز من القرفة نادر الوجود حتى في محال العطارين.